5/28/2008

أسرة التحرير

قصة وطن .. تلك التي رسمتها تفاصيل الأماكن المصرية أمامنا ، في كل مكان تذهب إليه تشعر وكأنك أضعت لوحة مكتوب عليها أنه مصري له ماضٍ طويل ، وله رواية مختلفة عن غيره من الأماكن ، في كل اتجاه تسلكه تجد ملامح تعرفها جيدا على الرغم من أنك غريب لا يعرفك أحد في مكان تذهب إليه للمرة الأولى في حياتك ، تلك الملامح لمواطن مصري موجود في ديار مختلفة قد تكون في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو حتى الغرب.
في كل مكان وجدنا زوايا مصرية شاهدة على سحر تاريخ سنوات طويلة وقصيرة مرت على هذه الأرض ، وتركت عليها آثارا واضحة ، ليست فقط في تلك الأحجار التي نقش عليها لترمز لحضارات عريقة ، و تدرس في فصول معقدة من كتاب تاريخ الزمان و المكان ، لكن في نفوس وعقول بناة هذه الحضارات ، فقد شكلت أفكارهم وعاداتهم مثلما شكلت ماضيهم."دهاليز" حلم كبير كنا نسعى بكل ما نملك لتحقيقه ، فهو بالنسبة لنا ليس مجدا خاصا ولا تفكيرا ذاتيا في أية مصلحة شخصية ، كنا نريد أن نقرأ وتقرأ معنا ، حكاية هذا المكان الذي يجمعنا سويا ، هذه الأرض التي نمشي عليها ولا تفرق بيننا بأي شكل من الأشكال ، ليس الهدف تأريخا للماضي ، بل للزمن الحاضر والمستقبل ، فالقديم من الأحداث ذهب بلا رجعة وكل ما يطلبه منا حاضرنا ومستقبلنا هو معرفة الماضي ليكون دافعا لنتقدم و لا نقع في نفس الأخطاء.
نرصد مشكلات وأحداث المكان والزمان وأهلهما ، بكل صدق وأمانة ، خوفا على المستقبل ، بالقلم والصورة ، عرفنا أمورا لم نكن نعرفها ، وتعلمنا كيف أن ذلك الحبر الذي ينصب من أقلامنا هو سلاحنا للدفاع عن مبادئنا وأحلامنا التي بدأت الآن وقد خرج مشروعنا إلى النور ، ذلك النور الذي يسطع كل يوم من شمس الحياة التي تمنحنا الحب والدفء لنصلح من أنفسنا و مجتمعنا، ونحمي به عروس النيل .. مصر أول نور في الدنيا.
أسرة تحرير دهاليز